افقر رئيس في العالم

انتهاء ولاية الرئيس الأفقر في العالم: 

شكرًا شعب أوروجواي العزيز 

سلّم خوسيه موخيكا، السلطة في أوروجواي، الأحد، لخلفه تابار فازكويز، الذي أدى اليمين الدستورية، ليصبح رئيس أوروجواي الجديد.
«موخيكا»، (80 عامًا)، هو أفقر رئيس دولة في العالم، حيث يبلغ راتبه 12 ألف و500 دولار، يتبرع بـ90% منه للجمعيات الخيرية في بلاده، واستطاع أن يُبهر العالم بسبب سياسة التقشف التي يتبعها، ونفوره من البروتوكول.
يعيش «موخيكا» منذ توليه الرئاسة عام 2010، في بيت ريفي بمزرعته مع زوجته لوسيا توبولانسكي، ويرفض العيش في القصر الرئاسي.
قال «موخيكا» المولود عام 1935: «المبلغ الذي أتركه لنفسي يكفيني لعيش حياة كريمة مع زوجتي، بل يجب أن يكفيني، خاصة أن العديد من أفراد شعبي يعيشون بأقل من ذلك بكثير».
يرى «الزعيم الزاهد» نفسه ثريًا أو فاحش الثراء، إذ تنصب فلسفته على أن الفقير ليس ذاك الشخص الذي لا يجد مالًا، وإنما في الشخص الذي لا يكفيه ما يحصل عليه من أموال ويطلب الأكثر.
يمللك رئيس الأوروجواي سيارة فولكس فاجن «خنفساء»، وتلقى مؤخرًا عرضًا بمليون دولار من شيخ عربي مقابل بيعها.
وأضاف في حوار مع مجلة «بوسكويدا»، أنه لو قبل العرض، وباع سيارته لبذل مبلغ البيع في مساعدة الفقراء.
يُطلق عليه شعبه بحسب موقع «سي إن إن» لقب «بيبي» أو «صغير» فهو صريح في كلامه، وبسببه معدل الفساد في الأوروجواي انخفض بشكل كبير، حيث تحتل بلده المرتبة الثانية في قائمة الدول الأقل فسادًا بأمريكا اللاتينية.
 

 «موخيكا» من كبار المعارضين للتدخين، وكذلك يُناضل مع حكومته بشدة ضد عملاق التبغ «فيليب موريس» ويقول، إن التبغ لا بد من السيطرة عليه، لأنه يقتل المجتمعات، ولهذا كانت دولته الأولى في أمريكا اللاتينية التي تحظر التدخين في الأماكن العامة.
بعد أن صعد للسلطة في عام 2010، انحاز للفقراء، وركز جهوده على إعادة توزيع الثورة في بلاده، وتمكن مع حكومته من خفض معدل الفقر من 37% إلى 11 %.
في فصل الشتاء البارد ينشغل «موخيكا» بالتفكير في الفقراء من أبناء شعبه وخاصة المشردين الذين لا يجدون مساكن تؤويهم وتحميهم من البرد، وقد عرض في شتاء 2011 على المصالح الاجتماعية في حكومته استعمال بعض أجنحة القصر الرئاسي في العاصمة لتوفير المأوى للمشردين في حالة عدم كفاية المراكز.
كان «موخيكا» ثائرًا، حيث انضم في ستينيات القرن الماضي إلى حركة «توبماروس»، وهي حركة التحرير الوطني في بلاده، تتألف من مجموعة سياسيين مسلحين، استقت الرغبة في تحرير بلادها من الثورة الكوبية، ومارس العديد من الأنشطة العنيفة، إلا أنه في عام 1971 اتهم بقتل شرطي وحكم عليه بالسجن، إلا أنه تمكن من الهروب مرتين متتاليتين، لكن خلال حملة أمنية موسعة تم إلقاء القبض عليه وإيداعه السجن لمدة أربعة عشر عامًا كاملة، قضى عشر سنوات منها في حبس انفرادي.
وسبق لـ«موخيكا»، وعمل وزيرًا بين 2005 و 2008 للثروة الحيوانية والزراعة والثروة السمكية، وساعد رئيس بلاده تابارا واسكس، في إجراء إصلاحات دمجت تركيبات اجتماعية مع أساسيات السوق الحرة.
ودع «موخيكا» شعبه، قائلًا: «لن أرحل، سأرحل عندما ألفظ أنفاسي الأخيرة، فأينما كنتم سأكون معكم.. شكرًا أيها الشعب العزيز».

 المصدر: المصري اليوم 
الرابط http://www.almasryalyoum.com/news/details/668785

 

Comments