انفصال A Separation
شاهدت
أمس الفيلم الايراني A Separation "انفصال" الحاصل على جائزة الاوسكار
لأفضل فيلم اجنبي 2012.. الفيلم يتناول عدة قضايا إنسانية بشكل اكثر من
رائع، منها قضية احترام كرامة المسنين التي تتجلى بروعة في حب الابن البطل
لابيه واحترامه حتى حين أصيب بالزهايمر ولم يعد يتعرف عليه احيانا كثيرة
واصبح عبأ عليه وعلى اسرته المكونة من زوجة وابنة وحيدة.. وقضية الايمان
بين القول والفعل وصراعهما في حياة المرأة العاملة
التي لا تفعل شيئا في حياتها الا بعد ان تتأكد انه حلال او تأخذ فتوى ولا
تقبل اي شيء حرام حتى إن وصل الامر لطلاقها في مجتمع لا يرى المرأة إنسانا
مساويا للرجل.. وقضية علاقة الاباء بالابناء وخاصة حين تكون فتاة، وهذه
القضية على وجه التحديد من وجهة نظري يُبنى عليها كافة القضايا المطروحة في
الفيلم، فطريقة تربية الابناء تطرح مستقبلهم كيف سيكون. في الفيلم الاب
يهتم بابنته ويعلمها ويحترمها ويأخذ برأيها في مشاهد عبقرية لنظرات تقول ما
هو اكثر من الحوار وهذا عكس الصورة التي نعرفها عن المجتمع الايراني الى
حد ما ولكنه يبعث برسالة جادة بأن مهما كانت المجتمعات منغلقة هناك ثقافات
اكثر انسانية تستطيع ان تولد من جديد وتبعث الامل.. يعزف سيناريو فيلم
"الانفصال" لحنا انسانيا شفافا يواجهنا بحقيقة امور كثيرة نتجاهلها
اختياريا في حياتنا، حيث يظهر هذا بوضوح في علاقة الزوج والزوجة نقطة بناء
السيناريو والمعاناة في التعبير عن الحب.. حين تتأمل الفيلم تجد ان كلا
الزوجان امتنع ان يقول للاخر "احبك" وهو في اشد الاحتياج لسماعها... كلاهما
احتاج لسماعها وتأكيدها ولم يبادر بنطقها ايا منهما وكأنها ستقلل من
كرامته.. هذه الكلمة التي غابت عنهم فبدأت المشكلة.. هي انتظرت ان يقول لها
"لا ترحلى، اريدك بجانبي لاني احبكِ".. وهو انتظر ان تقول له "اقدر حبك
لوالدك وانا ايضا احبك".. كلاهما انتظر وكلاهما خسر والخسارة الاكبر للابنة
التي وضعت في الاختيار بينهما...
هذا باختصار اقل ما يُقال عن هذا الفيلم الرائع.. وادعوكم لمشاهدته والاستمتاع به..
هذا باختصار اقل ما يُقال عن هذا الفيلم الرائع.. وادعوكم لمشاهدته والاستمتاع به..
رشا أرنست
Comments