ام مينا وغزوة الفقر والجهل
النهاردة الحكاية شيقة جدا لكن مؤلمة جدا جدا....انا سمعت كتير وشفت كتير قبل الثورة وبعدها، وكلها قصص فيها اللي طلع حقيقي وفيها اللي طلع اشاعة ومكنتش ارضى اكتب الا عن الحقيقي علشان الفتن ماتزدش وتولع اكتر بكتاباتنا زي كتير من كتابنا المولعتية، لكن المرة دي حاجة حصلت قريب جدا مني وواثقة مية بالمية انها حقيقية
من يومين كلمني واحد من اصدقائي وقالي سمعتي اخر الاخبار، ده في ناس بتلف تمضي ناس على اشهار اسلام بالتزوير، قلتله مش هاتبطلوا التهويل والاشاعات... مش هنخلص بقه ونلتفت للبلد اللي بتضيع؟؟؟... قالي بأمانة ده بجد ، ده حتى راحوا لواحدة نعرفها، قالي ام مينا...... قلتله مش معقول!!! طيب اخطف رجلك وروح اسألها واعرف منها التفاصيل علشان نفهم ونتأكد حقيقة ولا افتراء..........
وراح وياريته ماراح، رجع من عندها حالته لا حول لها ولا قوة ومش مصدق مع انه رايح وهو عارف ورجع كلمني على التليفون وحكالي التفاصيل اللي جاية وفضلت انا وهو ننوح على رأي فؤاد نجم ناح النواح والنواحة....... بس قبل ما تقرأوا لازم تعرفوا انها حقيقية ولا فيها كلمة زيادة وحياة غلاوة الوطن دي عليّ.
واسمحولي اقولكم مع اللي حصل مين هي ام مينا دي
سيدة فقيرة زوجها اصم وابكم يعيشان في احدى مدن اسيوط، لهما ابن وحيد يعمل باليومية بالقاهرة. منذ اسبوع زارهم شخص اقحم نفسه داخل الشقة بمجرد ان فتحت له السيدة ودار هذا الحوار:
الرجل: مساء الخير ازيك يا ستي؟
السيدة: اهلا، نعم؟
الرجل: "بعد ان زقها ودخل" خايفة من ايه جاي لمصلحتك؟
السيدة: انت مسيحي ولا مسلم؟
الرجل: وماله المسلم؟ وحش هايعملك ايه؟
السيدة: قالتله هايعمل اللي يعمله انت عاوز ايه؟
الرجل: انا محمود وعرفنا ان بيتك محتاج سقف ومعايا رجال اعمال هايبنولك السقف وهايساعدوكم بـ 1500 جنيه كل شهر اعانة
السيدة: ازاي انا مش فاهمة؟
الرجل: "تسقط منه زجاجة صغيرة" هايساعدوكي دي عاوزة فهم؟
السيدة: "رأت الزجاجة" ايه ده؟
الرجل: دي زجاجة برفان من اختى
"هو البرفان بيطلعوا بيه كده... كنت فاكرة انه بيترش . ماعلينا نكمل"
السيدة: والمطلوب ايه؟
الرجل عاوزين رقم بطاقتك انتي وجوزك و45 جنيه تمن الاستمارات
السيدة: "خافت جدا والقت بشيء على زوجها الذي لم يشعر باي شيء مما حدث فجاء وحاول الرجل منعه وقاله خليك مكانك، ولان السيدة بسيطة وخايفة طلعتله صورتين للبطاقات وقالت: اهو وخلص
الرجل: "ملء ورقتين بيده امام السيدة ورغم انه كان معه كل تفاصيل حياتهم الا انه كان يجهل ان السيدة تعرف القراءة، وبدل ان يكتب اسمها واسم زوجها بالبطاقة كتب اسماء فاطمة، ومحمد وحتى الابن كتبه حسن محمد وبعد ان نقل ارقام البطاقات مد ايده وقالها: امضي
لكنها رأت الاسماء المزيفة وهو يكتبها فخطفت منه الاوراق وصرخت: اطلع بره وبدا صوتها يعلى وهى في منطقة شعبية فخرج الرجل على الفور والورق معاها
الآن: بدون ان نقول ما هي تلك الاوراق او ماذا تحوي، اكيد واضح الورق كان ايه، لولا انني متأكدة 100% مما اقول ما كنت لأصدقه لا لأكتبه. كنت اظن ان ما يحدث هو تضخيم مع شوية افتراءات من حاقدين ولكنها طلعت الحقيقة المرة وكأننا في غزوة اسلامية
اعتذر لأصدقائي المسلمين فهذا هو الواقع ولكني اطلب منهم كما اطلب من اصدقائي المسيحيين نشر هذه الرسالة بين الناس للتوعية ايماناً منا بحرية العقيدة وعدم استغلال جهل وفقر الناس
ودعوني اكمل المصيبة:
اخذت السيدة الورق وذهبت لكاهن رعيتها"الارثوذكسي" ليقول لها وانا اعملك ايه؟
السيدة كاغلبية الفقراء المسيحيين لا يعرفون ماذا يفعلون عند الاحساس بالظلم والاستغلال غير اللجوء الى الكهنة كما عودوهم لذلك كان رد هذا الكاهن غير المسئول صدمة للسيدة التي قالت في وجهه: سايبنه ملطشة للناس وقاعدين بتتفرجوا علينا
الكارثة اصبحت اثنان، الاولى استغلال وغش والثانية لامبالاة واهمال. ولكن لا اخفي عليكم انني تألمت كثيراً ومازلت أتألم من الجرح الذي يسببه لنا احساسنا بما يفعلون اخوتنا في الوطن وجرح ممن يرفعون الذبيحة كل يوم وهم
غير مستأمنيين عليها
اناشدكم باسم الوطن الذي يُجرح منا كل يوم وقارب على ان يتمزع من كل اتجاه ان تتقوا الله فيما تعملون وفيما تقولون
فما مكسب الاسلام من زيادتهم او مكسب المسيحية من زيادتهم فجميعهم لله
وللكهنة ندائي الأخير قبل ان ابدأ ثورة ينتظرها الكثيرون معي: اتقوا الله في رسالتكم وفي امانة الرسالة التي سلمها الله لكم وانتم تسرقوها وتحتقروها كل يوم بأفعالكم... انظروا للفقراء وانظروا لما يحدث لهم كل يوم من ظلم واستغلال وانتم تنعمون فيما لهم وليس لكم
اللهم اني بلغت اللهم فأشهد
Comments