نبيل شرف الدين للشباب في أسيوط: انتهى دور الرئيس الزعيم ... إذا لم تجمعنا المصلحة المشتركة ستجمعنا المخاطر ... أدعو المشير أن يتحدث للشعب
رشا المصري
في إطار التوعية السياسية أقامت اللجنة المصرية للعدالة والسلام بأسيوط ندوة مفتوحة يوم الجمعة الماضية 13 مايو بعنوان "التيارات السياسية بين النظرية والتطبيق". فاستضافت بعض أعضاء الأحزاب للتحدث عن تأسيسها وأهدافها منهم حزب الجبهة والحزب الليبرالي الديمقراطي الاجتماعي.
وكان ضيف الندوة هو الإعلامي البارز نبيل شرف الدين رئيس تحرير جريدة الأزمة الالكترونية. وقد تحدث شرف الدين بجرأة كعادته حول رأيه فيما يدور على الساحة السياسية الآن من تخبط، مؤكداً على دور التوعية للمصريين في الفترة الحالية.
أبرز الإعلامي شرف الدين من خلال كلمته التي ألقاها على حشد كبير من الشباب والمهتمون بالسياسة، بقاعة مطرانية الأقباط الكاثوليك بأسيوط، أن هناك خرافات انتشرت في الشارع المصري منها خرافة موت الأحزاب القديمة بموت النظام وهذا ما نفاه تماماً، وخرافة أن الثورة قد انتهت بتحقيق هدفها وهو تسليم كل النظام القديم للقضاء مؤكداً أن الثورة مازالت في البداية. وفي إطار تخوف المصريين من انهيار الدولة وما يحدث حالياً بأنه ناتج عن عدم وجود رئيس يحكم البلاد قال: انتهى دور الرئيس الزعيم وبدأ دور الرئيس المواطن الذي يقف بعد انتهاء مدة رئاسته على مترو الأنفاق كأي مواطن مصري يُمارس حياته الطبيعية.
وكانت النقطة الأكثر إثارة في حواره عن مستقبل مصر. فهل ستكون مدنية أم عسكرية أم دينية كما تصفها الأجواء الحالية؟ وكان رده قاطعاً مصر دولة المواطنين وليست المؤمنين مستشهداً بالآية الكريمة "مَن شاء فليؤمن، ومَن شاء فليكفر". فاستبعد شرف الدين قيام دولة دينية مشيداً بالعقلية المصرية التي تنقاد أحياناً ولكنها لا تُخدع. واصفاً المصري بأنه تفاجأ بنفسه ثائراً على الظلم الذي تحمله أجيال وأجيال. وفي ذات السياق لم يُخفي نبيل شرف الدين خوفه من قيام دولة شبه مدنية.
أضفى شرف الدين روحاً ثورية على اللقاء الذي جمع عدداً كبيراً من طوائف الشعب المختلفة فجاءت الأسئلة خلال الفترة الثانية من الحوار متنوعة مثيرة بحسب الأحداث الجارية وكانت اغلبها تميل للمشكلة الطائفية التي تمر بها مصر حالياً. ومن المعروف أن نبيل شرف الدين من الذين يأخذون الملف القبطي على عاتقهم. فتحدث عن أن هذا الملف ضمن مخاوفه في المستقبل القريب. مشيراً إلى أن الملف الطائفي هو رمانة الميزان للفترة القادمة في بناء مصر الجديدة. وجاء سؤال احدهم عن رأيه في كيفية معالجة ما يحدث، فأجاب بأن المعالجة من جانب الكنيسة قديمة جداً وتقليدية، وان الانفلات الأمني سبب رئيسي في تفاقم المشكلة. أما عن السلفيين فطالبهم بالاهتمام أولاً بالأخوات المسلمات أصحاب الظروف المعيشية الصعبة. وفي إجابته عن سؤال يخص دور المجلس العسكري فيما يحدث فأجاب شرف الدين عنه بمطالبة المشير الطنطاوي أو الفريق سامي عنان بالظهور علانية والتحدث إلى الناس ليبددوا مخاوفهم، رافضاً أن يكون الشيخ محمد حسان هو المتصدر لكل حادثة.
وفي سؤاله عن وعي الشارع المصري ودور الأحزاب في ذلك، أجاب شرف الدين بان رجل الشارع لا يعرف الكثير عن السياسة لكنه سيعرف في المستقبل والى حين ذلك سيدفع الفاتورة. كما راهن شرف الدين على برجماتية المصريون مشيراً إلى أن المصري دائماً يعرف مصلحته ويسعى إلى المنفعة حيث تكون.
وكان رأيه في التظاهر والزحف دعماً لغزة احد الأسئلة المطروحة، فجاء جوابه بان ذلك يُعتبر تحرش بإسرائيل. رافضاً تصدير مشاكلنا الداخلية لهم والتحجج بالقضية الفلسطينية. فمصر بلا قيادة، بلا برلمان، بلا دستور، بلا امن فكيف تخرج في دعم القضية الفلسطينية وهى تحتاج إلى كل المجهود لدعم أمنها وسلامتها في الفترة القادمة. وفي ختام حواره دعا الإعلامي نبيل شرف الدين الحاضرين بان يعوا ما يحدث جيداً ولا يسمحوا لأي طرف بالتلاعب بهم قائلاً: اعلموا جيداً إذا لم تجمعنا المصلحة المشتركة، ستجمعنا المخاطر، في تنويه منه إلى الواجب الذي يحتم على كل المصريين مسلمين ومسيحيين الاتحاد لمصلحة مصر.
معلومة:
اللجنة المصرية للعدالة والسلام هي لجنة طوعية تنبثق عن هيئة البطاركة والأساقفة الكاثوليك، مع الانفتاح الكامل على الأخر ثقافيا و اجتماعيا على أرضية المشاركة الكاملة.
الهدف الأسمى لعمل اللجنة هو بناء الإنسان في مختلف نواحي الحياة :الاجتماعية، السياسية، الاقتصادية والثقافية إلى جانب بناء جسور المشاركة مع الآخر.
يدعم أنشطة اللجنة عدد واسع من الخبراء والاستشاريين من الصحفيين، وأساتذة الجامعة، والباحثين، ونشطاء في مجال التنمية.
Comments