بقلم / رشا أرنست
أنا شاب لكن عمري ألف عام
وحيد لكن بين ضلوعي زحام
خايف و لكن خوفي مني أنا
أخرس و لكن قلبي مليان كلام و عجبي
كتب صلاح جاهين هذا الجزء ضمن رباعياته الشهيرة و لم يكن يعرف أن كلماته هذه سيرددها أجيال و أجيال من أبناء العرب الذين لا يملكون غير النحيب على حالهم و بلادهم . فالكل الآن لا يملك سوى خوفه من المستقبل الذي يحمل بداخله بركان بدأ ثورته في فلسطين و العراق و الآن يجري من جديد إلى لبنان .
لا ادري هل ما حدث أمس في لبنان هو ناتج غضب طبيعي لما يحدث أم انه استفزاز لعدو جميعنا يعلم انه صعب الانهزام . فتاريخ إسرائيل كله احتلال و دماء . فلماذا عندما نقرر الرد يكون رداً فردياً غير محسوب ؟ لماذا لم نحسب النتائج المترتبة في صفوفنا قبل صفوفهم ؟ و بعد كل ما حدث من دمار و انفجارات و خطف في الطرفين حزب الله و المحتل الإسرائيلي ، هل غَير ما حدث شيء من الواقع الذي تعيشه لبنان و أو يعيشوه الفلسطينيين بعد خطف ثلاثة من جنودهم الإسرائيليين ؟ ما حدث هو الدمار للبنان و قطاع غزه ، ما حدث أن أبناء اللبنانيين و الفلسطينيين هم مَن قُتلوا و أصبحوا في عداد الشهداء ، ما حدث هو مجرد زوبعة في فنجان لدى المحتل و دمار لجسور و بيوت في لبنان و غزه و الأصعب من ذلك إهدار أرواح لا ذنب لها في كل هذا غير أنها ترضى العيش في بلاد محتلة يعشقونها و يخلصون لها ، و لا ينتهي الأمر عند هذا الحد بل أنهم يُستشهدون دون أن يدرون .
أنا شاب لكن عمري ألف عام
وحيد لكن بين ضلوعي زحام
خايف و لكن خوفي مني أنا
أخرس و لكن قلبي مليان كلام و عجبي
كتب صلاح جاهين هذا الجزء ضمن رباعياته الشهيرة و لم يكن يعرف أن كلماته هذه سيرددها أجيال و أجيال من أبناء العرب الذين لا يملكون غير النحيب على حالهم و بلادهم . فالكل الآن لا يملك سوى خوفه من المستقبل الذي يحمل بداخله بركان بدأ ثورته في فلسطين و العراق و الآن يجري من جديد إلى لبنان .
لا ادري هل ما حدث أمس في لبنان هو ناتج غضب طبيعي لما يحدث أم انه استفزاز لعدو جميعنا يعلم انه صعب الانهزام . فتاريخ إسرائيل كله احتلال و دماء . فلماذا عندما نقرر الرد يكون رداً فردياً غير محسوب ؟ لماذا لم نحسب النتائج المترتبة في صفوفنا قبل صفوفهم ؟ و بعد كل ما حدث من دمار و انفجارات و خطف في الطرفين حزب الله و المحتل الإسرائيلي ، هل غَير ما حدث شيء من الواقع الذي تعيشه لبنان و أو يعيشوه الفلسطينيين بعد خطف ثلاثة من جنودهم الإسرائيليين ؟ ما حدث هو الدمار للبنان و قطاع غزه ، ما حدث أن أبناء اللبنانيين و الفلسطينيين هم مَن قُتلوا و أصبحوا في عداد الشهداء ، ما حدث هو مجرد زوبعة في فنجان لدى المحتل و دمار لجسور و بيوت في لبنان و غزه و الأصعب من ذلك إهدار أرواح لا ذنب لها في كل هذا غير أنها ترضى العيش في بلاد محتلة يعشقونها و يخلصون لها ، و لا ينتهي الأمر عند هذا الحد بل أنهم يُستشهدون دون أن يدرون .
و في ظل كل هذه الأحداث كانت لمشاهير العالم وقفات و تصريحات ما علينا إلا أن نسمعها و نهز رؤؤسنا سواء اقتنعنا ام لم نقتنع .
و كالعادة تضاربت أمس ردود الأفعال اتجاه ما حدث بين إسرائيل و حزب الله بجنوب لبنان ، فمن ناحية رئيس جمهورية لبنان إميل لحود و حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يهنئون حزب الله لمقاومتهم الاحتلال الإسرائيلي بآسر جنديين إسرائيليين ، و من ناحية أخرى دعا كل من الاتحاد الأوروبي و ممثل الأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون حزب الله بالإفراج فوراً عن الجنديين كما دعوا جميع الأطراف إلى ضبط النفس . و من جهة أخرى و هو أمر اعتدنا عليه أدانت الولايات المتحدة ما حدث من جانب حزب الله و تناست ما فعلته إسرائيل في نفس الوقت في لبنان و فلسطين . أما نحن المصريون فكان لجماعة الإخوان المسلمين ( اكبر قوة للمعارضة في مصر ) الرد على ما حدث بتهنئتهم لحزب الله على مقاومتها الفعالة ضد الاحتلال الصهيوني .
و آخر هذا اليوم الحافل باللقاءات و الحوارات في العالم كله في الوقت الذي نتابع فيه المذابح في جنوب لبنان و قطاع غزه بفلسطين أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت رفضه لأي تفاوض لإطلاق سراح الجنديين الأسيرين . و حتى ينتهي اليوم بما هو أكثر من أصوات القنابل و أصوات المشاهير هددت إسرائيل باجتياح لبنان بالكامل وإعادته 20 عاما للوراء إذا لم يطلق حزب الله اللبناني سراح الجنديين الذين اختطفهما .
الكل إما مهنئ أو مندد أو يقدم نصائح و لكن ما لفت انتباهي أن الجميع يوجه كلماته الصاروخية لطرف واحد فقط هو لبنان أو حزب الله . و ماذا عن الطرف الآخر ، لماذا لم ينل من التصريحات جانباً ؟ هل عدم توجيه أي كلام له هو من باب انه اكبر من أن يوجه له نقد أم من باب خسارة فيه الكلام ؟
أحاول بقدر متابعتي للأحداث أن استوعب ما يحدث ، أيستحق آثر جنديين أو الضغط بفردين كل ما حدث من دمار ؟ أمستعدة لبنان لمواجهة ثورة في وجهها من جديد ؟ أليس من حق اللبنانيين أن يحددوا جميعهم كيف يقوموا بالمقاومة ضد احتلال إسرائيل و ليس من يقرر هو حزب واحد منها ؟
الكل يعلم جيداً أن حزب الله يُقاوم و مقاومته جادة و الكل يشهد له ، إذا كانت المقاومة هي من تحرك حزب الله فكان عليهم أن يستجمعوها في كل لبنان و ليس فيهم فقط حتى يتحمل لبنان كله بجميع طوائفه مسئولية و نتائج أي فعل ، لا أن يتحمل نتائج قرار لحزب واحد فيها .
يا لبنان .. براءة أطفالك و مستقبلك كدولة في شبابها و ازدهارها على كل المستويات الاقتصادية و الاجتماعية ، استقرارها و استقرار أولادها ، شعورهم بالأمن و الآمان كل هذا و أكثر يستحق أن تراجعوا أنفسكم و تفكروا و لو قليلاً عن نتيجة ما حدث اليوم . ما نقوله أننا كلنا العرب ضد الاحتلال ، ضد كل من يتجرأ على أوطاننا و لكن ما يقوله العقل إننا عندما نقرر أن ندافع لابد أن يكون دفاعنا مُحكم رادع ، نستطيع به أن نسترد ما فقدناه من أرض و حق و كرامة .
و على كل المشاهير أصحاب الأصوات الرنانة أن يراجعوا ضمائرهم و يسألوا أنفسهم ماذا لو هم الفلسطينيين أو اللبنانيين أو آخرين مُحتلين ؟ ماذا كنتم ستفعلون ؟
و كالعادة تضاربت أمس ردود الأفعال اتجاه ما حدث بين إسرائيل و حزب الله بجنوب لبنان ، فمن ناحية رئيس جمهورية لبنان إميل لحود و حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يهنئون حزب الله لمقاومتهم الاحتلال الإسرائيلي بآسر جنديين إسرائيليين ، و من ناحية أخرى دعا كل من الاتحاد الأوروبي و ممثل الأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون حزب الله بالإفراج فوراً عن الجنديين كما دعوا جميع الأطراف إلى ضبط النفس . و من جهة أخرى و هو أمر اعتدنا عليه أدانت الولايات المتحدة ما حدث من جانب حزب الله و تناست ما فعلته إسرائيل في نفس الوقت في لبنان و فلسطين . أما نحن المصريون فكان لجماعة الإخوان المسلمين ( اكبر قوة للمعارضة في مصر ) الرد على ما حدث بتهنئتهم لحزب الله على مقاومتها الفعالة ضد الاحتلال الصهيوني .
و آخر هذا اليوم الحافل باللقاءات و الحوارات في العالم كله في الوقت الذي نتابع فيه المذابح في جنوب لبنان و قطاع غزه بفلسطين أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت رفضه لأي تفاوض لإطلاق سراح الجنديين الأسيرين . و حتى ينتهي اليوم بما هو أكثر من أصوات القنابل و أصوات المشاهير هددت إسرائيل باجتياح لبنان بالكامل وإعادته 20 عاما للوراء إذا لم يطلق حزب الله اللبناني سراح الجنديين الذين اختطفهما .
الكل إما مهنئ أو مندد أو يقدم نصائح و لكن ما لفت انتباهي أن الجميع يوجه كلماته الصاروخية لطرف واحد فقط هو لبنان أو حزب الله . و ماذا عن الطرف الآخر ، لماذا لم ينل من التصريحات جانباً ؟ هل عدم توجيه أي كلام له هو من باب انه اكبر من أن يوجه له نقد أم من باب خسارة فيه الكلام ؟
أحاول بقدر متابعتي للأحداث أن استوعب ما يحدث ، أيستحق آثر جنديين أو الضغط بفردين كل ما حدث من دمار ؟ أمستعدة لبنان لمواجهة ثورة في وجهها من جديد ؟ أليس من حق اللبنانيين أن يحددوا جميعهم كيف يقوموا بالمقاومة ضد احتلال إسرائيل و ليس من يقرر هو حزب واحد منها ؟
الكل يعلم جيداً أن حزب الله يُقاوم و مقاومته جادة و الكل يشهد له ، إذا كانت المقاومة هي من تحرك حزب الله فكان عليهم أن يستجمعوها في كل لبنان و ليس فيهم فقط حتى يتحمل لبنان كله بجميع طوائفه مسئولية و نتائج أي فعل ، لا أن يتحمل نتائج قرار لحزب واحد فيها .
يا لبنان .. براءة أطفالك و مستقبلك كدولة في شبابها و ازدهارها على كل المستويات الاقتصادية و الاجتماعية ، استقرارها و استقرار أولادها ، شعورهم بالأمن و الآمان كل هذا و أكثر يستحق أن تراجعوا أنفسكم و تفكروا و لو قليلاً عن نتيجة ما حدث اليوم . ما نقوله أننا كلنا العرب ضد الاحتلال ، ضد كل من يتجرأ على أوطاننا و لكن ما يقوله العقل إننا عندما نقرر أن ندافع لابد أن يكون دفاعنا مُحكم رادع ، نستطيع به أن نسترد ما فقدناه من أرض و حق و كرامة .
و على كل المشاهير أصحاب الأصوات الرنانة أن يراجعوا ضمائرهم و يسألوا أنفسهم ماذا لو هم الفلسطينيين أو اللبنانيين أو آخرين مُحتلين ؟ ماذا كنتم ستفعلون ؟
كتب في / 13 يوليو 2006
Comments