منقول عن جريدة النهار اللبنانية
في لبنان وسوريا ومصر
"الشبكة المسكونية لمناصـرة المعوّقين"
عقدت "الشبكة المسكونية لمناصرة المعوقين في الشرق الأوسط" اجتماعها الأقليمي الأول في 28 و 29 تشرين الثاني 2006 في فندق "ميرديان هليوبليس" في القاهرة، في حضور منسقيها رلى الحلو وفادي الحلبي (لبنان)، والأعضاء الممثلين للمناطق الاشمندريت فكتور حنا وغادة قريط (سوريا)، الأخت راعوث ايليا، فيليب بشاي، رشا ارنست ، و رماني مكرم (مصر). في اليوم الأول، شارك أعضاء الشبكة في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر مجلس الكنائس العالمي الاقليمي في الشرق الأوسط. وتخللتها مداخلة لمدير مكتب المجلس في الشرق الاوسط ميشال نصير الذي عرّف بدور الشبكة. ثم بدأ الاعضاء اعمال مؤتمرهم، وتضمنت الجلسة الأولى تذكيراً باهداف الشبكة التي انطلقت من بيروت في 22 حزيران الماضي. وشدد الحلبي في مداخلة على "أهمية هوية الشبكة ببعدها المسكوني واشراكها في مختلف انواع الاعاقة، والتنوع الذي يشمل علمانيين وكهنة ومكرّسين".وركزّ العضوان السوريان على نقاط القوة والضعف في كنيستهما، وخصوصا عدم جهوزيتها لاستقبال المعوّقين فيها. وشددا على "أهمية وضع خطة عمل لسنة 2007 تثبت اكثر الخطى في العامل المسكوني. واشار الفريق المصري الى انه "قدم دور الشبكة الى بابا الاقباط الارثوذكس الانبا شنودة الثالث. وكان اتفاق على اقامة شبكة في مصر للتواصل من خلالها بالكهنة والخدام فيها". وحدد مكرم "صعوبتين، امكان المؤازرة وترتيب الوقت".كذلك، عرضت الحلو موجزاً عن تحرك الشبكة في لبنان. وافادت ان "الفريق اللبناني ناقش ستة ابعاد يمكن العمل عليها وتتناول جهوزية الاماكن، البعد اللاهوتي، البعد الراعوي، البعد المسكوني، الانفتاح على الاديان الاخرى، والبعد الاجتماعي". واشارت الى ان "الشبكة في لبنان عرّبت وثيقتها "الكنيسة من الكل وللكل". وعقدت اجتماعات تحضيرية لهذا اللقاء".ثم شارك الحضور في حوار عن "المناصرة والشروط التي يجب أن تتوافر من أجل تكوين جماعات ضغط ناجحة". وقدم نصير ورقة عمل تضمنت "القيم والأهداف التي يجب الارتكاز عليها في عمل المناصرة وتعتمد على القانون الدولي والانساني، والأهداف العامة والخاصة، والمناصرة التي يجب أن تكون نابعة من الجهة التي نعمل من أجلها". وحدد "اماكن الضغط التي يجب العمل عليها في منطقة الشرق الأوسط، كالمسألة الفلسطينيّة، وتحسين وضع الأنظمة القائمة، وحقوق الإنسان في مختلف اتجاهاتها ومواضيعها، واللاجئين والمقتلعين من جذورهم".واشار الى "محدودية الكنائس في المنطقة وما يعوق العمل في موضوع المناصرة". وقال ان "الكنائس لم تزل غير حاضرة لمعالجة تغيير بعض الذهنيات، اضافة الى اختلافها في وجهات النظر في تاريخها وعملها على الأرض، وعدم وجود متخصصين في موضوع الضغط والمناصرة".
خدمات الكنائس واقتراحات
وبعد جلسة عمل عرض فيها الحلبي والحلو ستة اهداف، عقد المشاركون في جلسة اخيرة "الحاجات في مصر والاولويات". وشرح الفريق المصري وضع المعوقين في كنائسهم في مصر. واشار الى أن "هناك خبرات أولية في الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية والانجيلية تتركز على تدريب فئة على خدمة المعوقين". لكنه لفت الى معوقات، منها "الخدمة في الكنائس تكاد تكون متشابهة ومن دون تنوع، قلة التخطيط ووضع الاهداف، غياب طريقة منهجيّة للعمل مع المعوقين، الاختلاف بين الطوائف الثلاثة مما يحدث تشويشاً، قلة الوعي والمعرفة في التربية، اختلاف ظروف عيش المعوّق في القاهرة والصعيد، وصعوبة تنقله داخل مصر، وارتباطه بالكنيسة لسبب مادي في أحيان كثيرة".وفي اليوم الثاني، اطلع المشاركون على "الحاجات والاولويات في سوريا". ولفت الفريق السوري الى "انفتاح الكنيسة الكاثوليكية على موضوع الاعاقة، اذ ان هناك نصوصا تحترم دور المعوقين، بينما تغيب النصوص والخدمات لدى الكنائس الاخرى". وتوقف عند عمل جماعة "ايمان ونور" في هذا المجال.ثم عرضت الحلو لمحة عن اجتماع الشبكة في لبنان واقتراحات الفريق اللبناني، ومنها "تجهيز كنائس وجوامع هدمت خلال الحرب، اقامة ورش عمل تدريبية للكهنة الجدد لادماجهم اكثر في موضوع الاعاقة، الاتصال بالاكليركيات التابعة للمدارس واعطاؤها برامج تربوية لادخال ثقافة الاعاقة في المنهج الدراسي، توسيع الشبكة في لبنان، وتوظيف عدد من المعوقين في المؤسسات التابعة للكنيسة".من جهته، شدد الحلبي على "تفعيل دور الكنيستين الارثوذكسية والانجيلية كي تكونا في مستوى الكنيسة الكاثوليكية في خدمتها للمعوقين". وعرض دور مؤسستي "ايراب" و"انت اخي" و"جماعة الدير الخفي".وانضم لاحقا المشاركون الى مؤتمر مجلس الكنائس للمشاركة في جلسة "اولويات الاقليم وحاجاته" ترأسها نصير، وتضمنت اولويات عمل، ابرزها تنظيم ورش عمل او مهرجانات يشارك فيها مندوبون عن الكنائس، السلام في الشرق الاوسط، الحضور المسيحي القوي في الشرق الاوسط، الهجرة، التعايش الاسلامي - المسيحي، الحقوق الاجتماعية والانسانية والسياسية، تصحيح صورة المسيحيين في الغرب والشرق الاوسط، دعم الشبكة المسكونية لمناصرة المعوقين، المواطنة، المسيحية المتصهينة، وعلاقة الدين بالسياسة.وفي ضوئها، حددت ثلاث أولويات للعمل، هي "علاقة السياسة بالدين، حضور الكنيسة في الشرق الأوسط وشهادتها، وحقوق الانسان". واجمع المشاركون على ضرورة تنظيم منتدى للسلام في المنطقة.
خطط العمل
وفي الجلسة الاخيرة، انقسم المشاركون مجموعات بحسب دولهم، في ورش عمل، وضعوا خلالها خطط عملهم لسنة 2007.وتضمنت خطة عمل مصر "اختيار الاخت راعوث ايليا منسقة الشبكة في مصر، عقد اجتماع شهري ثابت في القاهرة في ثاني سبت من كل شهر، على ان يعقد الاجتماع الاول في 13/1/2007، جمع عناوين كل الكنائس في مصر، التحضير لمؤتمر على مستوى المعوقين للتعريف بالشبكة، كتابة رسالة تعريف بالشبكة الى الكنائس، تكوين صندوق دعم مادي لفريق مصر، وتكوين فريق صغير في كل كنيسة بقيادة رشا ارنست (الكاثوليك)، فيليب باشاي (الانجيليون)، وروماني مكرم (الارثوذكس).وفي خطة عمل سوريا، "تشكيل فريق علماني يضم معوقين وغير معوقين يؤمنون بفكرة الشبكة، الاتصال بالرئاسات الكنسية لتعريفها بالشبكة وطلب المساعدة والمؤازرة، اقامة لقاء او اكثر في دمشق او بعض المدن الاخرى ضمن البعد اللاهوتي في حياة المعوقين.وجاء في خطة عمل لبنان "طباعة كتّيب "الكنيسة من الكل وللكل"، ومنشور للتعريف بالشبكة، مناداة المسؤولين لتجهيز الكنائس والجوامع المتضررة خلال الحرب، توظيف عدد من المعوقين في مؤسسات كنسيّة، زيارة رؤساء الكنائس للتعريف بالشبكة، التواصل مع الاعلام المرئي والمسموع لهذه الغاية، وتحديد 3 كانون الثاني 2007 يوم المعوق العالمي للاحتفال به على صعيد الشبكة".
زيارات
من جهة اخرى، زار منسقا الشبكة مؤسسات عدة تعنى بالاعاقة، منها مدرسة "الناردين" للاشخاص الصم التابعة للكنيسة الانغليكانية، "مدارس الأحد" التابعة للكنيسة القبطية الارثوذكسية، مدرسة "دي لاسال" التابعة للكنيسة الكاثوليكية، و"مؤسسة النور". وشملت جولتهما ايضا المطران بوشاي (من الكنيسة القبطية الارثوذكسية ). ووزعت الشبكة بيانها التأسيسي على كل المؤسسات وأعضاء مؤتمر مجلس الكنائس العالمي.
Comments